جبت لكم بحث عن سوره مريم . . . . . . . ____________________________________________
سورة مريم، السورة التاسعة عشر في القرآن، وهي
إحدىالسور المكيّة، ماعدا الآيات 58 و71 فهيمدنية. بلغ عدد آياتها 98 آية، وتقع في الجزء السادس عشر.
ونزلت بعدسورة فاطر.[1]والسورة سُميّت على اسم العذراء مريم أم عيسى
المسيح، لتكون بذلك السورة الوحيدة في القرآن التي سُميّت على اسم امرأة.
تبدأ السورة بقصةزكرياحين دعا الله دعاء خفي أي منالقلببأن يجعل له ولي أو خلف ،فاستجاب له الله ووهب لهيحيى، ثم تأتى قصةمريم بنت عمرانحين تمثل لهاملكفي صورة بشر وبشرهابالمسيح، وتعجب قومها من هذا بعد ذلك، تشير إليه ثم يتحدث
بإذناللهليقول ويؤكد أن أمهمريمأشرف نساء الأرض، ويخاطب الناس بعد ذلك ويذكر لهم
أن الله أوصاهبالصلاةوالزكاةوالبر بوالدته. بعد ذلك يذكرقصةإبراهيممع أبيه وكيف كان يدعو أبيه ليكف عن عبادة
الأصنام، ثم يذكر الأنبياء الذين أنعم عليهم الله وكيف خلف من بعدهم خلف نسواالصلاةوأتبعوا الشهوات. وفى نهاية السورة تقريباً
استنكار كيف قال الذين أشركوا والذين كفروا أن الله اتخذ ولداً، مؤكدا أنه لا
ينبغي له هذا، لأن كل من في السموات والأرض عباد الرحمن.
محتويات
]
الترتيب
سورة مريم في المصحف.
ترتيب سورة مريم هو 19 بالنسبة إلى 114 سورة هي جملة سور القرآن، وتقع في الجزء
السادس عشر من أجزاء القرآن الثلاثون.[2]وقد ذكر الإمامجلال الدين السيوطيسورة مريم في كتابهأسرار ترتيب القرآن، حيث كتب أن سبب ورود سورة مريم بعدسورة الكهفمباشرةً لا في موضع آخر أن سورة الكهف تحتوي على
أعاجيب ومعجزات، تتمثل في قصةأصحاب الكهفوطول لبثهم فيالكهفدون طعام ولا شراب، كذلك قصةموسىمعالخضروقصةذي القرنينوبناء السد. لذلك من الطبيعي أن ترد سورة مريم بعد
سورة الكهف لاحتوائها على أعجوبتان هما ولادةيحيىوولادةالمسيحالعذرية.[3]كذلك قد ذُكِرَ أنأصحاب الكهفمن قوم عيسى بن مريم وسيبعثون قبيل يوم القيامة
بعد نزول المسيحويحجون معه.[4]
التسمية
وقد سميت هذهالسورةباسممريم العذراءتخليداً لها، فقد ولدت المسيح بمعجزة فريدة من
نوعها حيث أنهاولادة عذريةمن غير أب حسب المعتقدالإسلاميوالمسيحي. وهي السورة الوحيدة التي سُميت باسم امرأة،[5]كذلك تعد مريم العذراء هي السيدة الوحيدة التي تم
ذكر اسمها فيالقرآن،[6]مما يُظهر ذلك عظم قدرها في الإسلام، فقد ذكرها
القرآن قبل ذلك فيسورة آل عمران:وَإِذْ قَالَتِ
الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ
عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ، أي أنها أفضل النساء على
الإطلاق[7]منذ زمنحواءامرأةآدمحتى قيامالساعة.[8]كذلك فيسورة التحريم:وَمَرْيَمَ ابْنَتَ
عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ، وذُكِرت في مواضع أخرى
يغلبها الثناء.
فالنساء المذكورين في الحديث ليس أفضليتهن على مَن
سبقهن من النساء أو مَن كُنَّ في زمانهن فقط، بل على من سبق ومن لحق، وذلك أنهن
حُزْنَ من المزايا والخصال ما لم يجتمع لامرأة قط.[11]
أسباب النزول
بداية سورة مريم في وسط
الصفحة لمصحف قديم يعود للعام 1874 م.
ذُكر فيصحيح البخاريأن أحد أسباب نزول سورة مريم هو تأخرالملاك جبريلعن تنزيله للوحي علىالنبي محمد، وذلك حينما سأله أصحابه عن قصةأصحاب الكهفوذي القرنين، ولذلك قد رجا النبي محمد من الله أن يأتيه جبريل بالوحي بشأن ما
طلبه منه أصحابه، فشّق ذلك عليه مشقة شديدة، فلما نزل جبريل أخيراً بالوحي قال له
النبي محمد:«أبطأت علي حتى ساء ظني
واشتقت إليك»، فرد عليه جبريل:«إني كنت إليك أشوق ولكني
عبد مأمور إذا بعثتُ نزلتُ وإذا حبستُ احتبست»،[12]ولذلك نزلت الآية رقم 64 من سورة مريم:وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا
بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ
وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا.[معلومة
2]
كذلك هناك سبب لنزول الآية رقم 66:وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ
أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا، فقد قال الكلبي أنها نزلت
فيأُبيّ بن خلفحين أخذ عظاماً بالية يفتها بيده ويقول:«زعم لكم محمد أنّا نبعث
بعدما نموت».[13]
كذلك ذُكِر سبب نزول الآية رقم 77:أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا، وهي قد نزلت في العاص بن
وائل السهمي، وكان أحد المشركين، وكانلخباب بن الأرتدين عنده وهو كان أول من أظهر إسلامه،[14]وكان العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه، فقال العاص:«لا أقضيك حتى تكفر بمحمد!»فرفض خباب وقال:«لا أكفر حتى تموت وتبعث»، فاستهزأ به العاص وقال:«إني إذا مت ثم بعثت؛ جئني
وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك»،
ويقصد بذلك أنه ادخل الجنة بعد الممات استهزاءً بمعتقد المسلمين،[15]ولذلك نزلت هذه الآية فيه.[معلومة
3][16]
كما ذُكِر أن الآية 96 من السورة قد نزلت لكي يخبر
الله عباده أنه يغرس في قلوب عباده الصالحين مودة ومحبة،[معلومة 4][17]وقد ذكر الإمامجلال الدين السيوطيفي كتابه لُباب النقول في أسباب النزول:
«أخرجابن جرير[معلومة
5]عنعبد الرحمن بن عوفلما هاجر إلى المدينة وجد نفسه على فراق أصحابمكة: منهمشيبةوعتبةابنا ربيعةوأمية بن خلف، فأنزل اللهإِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا، قال: محبة في قلوب
المؤمنين.[18]»
كهيعص
الآية الأولى من السورة.
كهيعص، هي الآية الأولى بسورة
مريم. وقد ذٌكِرت فيتفسير الجلالينبأن:«الله أعلم بمراده بذلك»،[19]فتفسير الآية غير معروف عند معظم المفسرين. وقد قالعبد الله بن عباس:«هو اسم من أسماء الله
تعالى»، وقالقتادة بن دعامة:«هو اسم من أسماءالقرآن». وقيل في مواضع متفرقة أنه اسم آخر للسورة، وقيل أنه قسم أقسم الله به.[20]
معجزة ميلاد يحيى
الصفحة الأولى من سورة
مريم تذكر قصة زكريا وابنه يحيى.
ابتدأت السورة بذكر النبي زكريا وبيان رحمة الله
لهذا النبي في قوله:ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ
عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، فزكريا كان يكفل مريم
ويرعاها في محرابها فيبيت المقدس، وكان يرى دائماً عند مريم رزقاً من طعام، فيكون الوقت صيفاً فيجد
عندها فاكهة الشتاء، ويكون الوقت شتاءً فيجد عندها فاكهة الصيف،[21]على الرغم من أنها لا تخرج من خلوتها،[22]فقد ذكر ذلك فيسورة آل عمران:فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا
بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا
دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا
مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ
مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ. فثارث في قلبه مشاعر الأب فتوجه إلى الله يسأله الولدقَالَ رَبِّ إِنِّي
وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ
رَبِّ شَقِيًّاوَإِنِّي خِفْتُ
الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ وَلِيًّايَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ
آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا، وذلك على الرغم أنه قد
تقدم به العمر، وأخذ الشيب من رأسه كل مأخذ، وكذلك كانت زوجه قد تقدم بها السن،
ولم تلد له من الولد ما تقر به عينه.[23]وهنا تأتي الملائكة وتبشره بغلام قد اختار له الله
اسم "يحيى"،[معلومة 6]ويعني اسمه "الحياة"،[24]ولم يُسمّى أحدٍ بهذا الاسم من قبل، وقد أندهش زكريا أن ينجب وهو
عجوز وامرأته لا تلد، فردت عليه الملائكة بأن الله قادر على كل شيء. وسأل زكريا
ربه آية أو معجزة له، فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق[25]رغم أنه سيكون صحيح المزاج غير معتل، فإذا حدث له
هذا أيقن أن امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت،[26]وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة،
وخرج زكريا يوماً على الناس وأراد أن يكلمهم، فاكتشف أنلسانهلاينطق،[27]فعرف أن معجزة الله قد تحققت.[28]وأوحي إليهم أن يسبحوا الله كثيراً في الصباح
والمساء.[29]
ووُلِدَ يحيى وكبر، وصار مثالاً للزهد بين بني
قومه بأنه يبر والديه يعطف على الجميع ومُحب للخير،[30]فأوحى له الله وعظّم شأنه:يَا يَحْيَى خُذِ
الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّاوَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا
وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّاوَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ
وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا،[31]وقد وردت قصه رواهاعبد الله بن المبارك:«قال الصبيان ليحيى بن
زكريا: اذهب بنا نلعب، فقال: ما للعب خلقنا، قال: وذلك قوله "وَآَتَيْنَاهُ
الْحُكْمَ صَبِيًّا
"». وقد ذكرالحافظ بن كثيرأن«الله علمه الكتاب، وهوالتوراةالتي كانوا يتدارسونها
بينهم، ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار. وقد كان
سنه إذ ذاك صغيراً، فلهذا نوّه بذكره، وبما أنعم به عليه وعلى والديه».[32]ولأجل ذلك سلّم الله عليه في قوله:وَسَلَامٌ عَلَيْهِ
يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا.
وتروي السُنّة النبوية عن تلك الآية أنه في يوم من
الأيام التقيا يحيى وعيسى، فقال عيسى ليحيي:«استغفر لي يا يحيي، أنت
خير مني»، فرد يحيى:«استغفر لي يا عيسى، أنت
خير مني»، فرد عيسى:«بل أنت خير مني، سلمت على
نفسي وسلم الله عليك».[33]وهذا لا ينكر أن عيسى أعلى مقاماً في النبوة من
يحيى، فعيسى المسيح منالخمسة الأولي العزم من الرسل،[34]وهم أكمل الرسل والأنبياء،[معلومة 7][35]وهو مذكور في سورة الأحزاب من ضمنهم:وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ
النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا.[36]
بداية من الآية 16 حتى الآية 40 تذكر السورة فضل
مريم وقصة ميلاد المسيح. ومفادها أنمريمكانت مثالاًللعبادةوالتقوى، وبحسبالقرآنفإن الله أعطاها فضلاً عظيماً ومكانة عالية، وكانت
مريم قد انتقلت للعبادة فيبيت المقدس، وكانت معروفةبعفتهاوطهارتها،[37]وكان معزولة عن الكل لأجل العبادة تحت رعايةزكريا، فاتخذت من دون أهلها ستراً يسترها عنهم وعن الناس.[38]كل ذلك إنما كان تمهيداً للمعجزة الكبيرة؛ وهي
مولد عيسى منها من دون أب كسائر الخلق، لذلك أرسل الله لها ملاكاً ظهر على شكل
بشر، وكانالملاك جبريل، فاستعجبت مريم ومن وجوده فاستعاذت بالله، وقَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ
بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا، فطمأنها جبريل وقَالَ إِنَّمَا أَنَا
رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا،[معلومة 8][39]فاطمئنت مريم، لكن سرعان ما تذكّرت ما قاله﴿لِأَهَبَ
لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾فاستغربت العذراء من ذلك، فلم يمسسها بشر من قبل،
ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد، كيف تنجب بغير زواج. فذكرها الملاك أن هذا شيء بسيط
على الله، فلا غرابة في ذلك، وأنه سيكون بذلك آية ومعجزة للناس جميعاً، لكن
المعجزة تقع عندما يريد الله أن تقع.[معلومة
9][40]ولذلك نفخ جبريل في جيب مريم فحملت فوراً، والجيب
هو شق الثوب الذي في الصدر.[معلومة
10]
معجزة نطق عيسى في المهد
في الآيات من 30 إلى 33 في سورة مريم.
بعد مرور فترة الحمل دون مشاكل أو تعب، حانت لحظة
الولادة، فأصاب مريم ألم الولادة، الأمر الذي جعلها تسير إلى جذع نخلة لتستند
عليها وتمسك بها من شدة الألم، فـ﴿قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا
وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾. وليس المقصود هنا تمنى الموت، فالمقصود بـ﴿نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾أي يا ليتني كنت شيئاً تافهاً فلا يعرفني أحد ولا
يذكرني أحد،[41]فالنسيء هو الكثير النسيان، والمنسي أي غير مذكور
لا يخطر بالبال.[42]فقد تمنت ذلك لعلمها بأن الناس سيرمونها بالفاحشة
فيأثمون بسببها.[43]وقتها سمعت صوت يناديها:فَنَادَاهَا مِنْ
تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وكان ذلك هو الوليد عيسى،
قد أنطقه الله ليبعد عنها الحزن.[44]وطلب منها أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض
الثمار لتأكل؛ ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء، فإذا رأت من البشر
أحداً فلتوحي إليهم أنها قد نذرت لله صوماً فلن تتكلم اليوم مع أي إنسان. وبالفعل
ذهبت بوليدها إلى المسجد، والتقت بقومها في طريقها، ورأوا الوليد بين ذراعيها،
فاستنكروا عليها وجود طفل لها وهي لم تتزوج ولم تكن بغياً، وسألوها عن ذلك، فأشارت
إليه ليتحدثوا معه، على أساس أنها صائمة في هذا اليوم، وكانت واثقة بأن الحجة
ستوافيها بالوليد، وفطنوا إلى ماذا تريد، فاستغربوا و﴿قَالُوا كَيْفَ
نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾؟! فهم لم يستبعدوا أن يتكلم الرضيع فقط، ولكنهم
أنكروا الحديث معه.[45]فجأة، نطق الرضيع وقَالَ إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّاوَجَعَلَنِي مُبَارَكًا
أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّاوَبَرًّا بِوَالِدَتِي
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّاوَالسَّلَامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.